نقاء السر والعلانية

علاج الامور بتغطية العيوب وتزويق المظاهر لا جدوى منه ولا خير فيه وكل ما يحرزه هدا العلاج الخادع من رواج بين الناس او تقدير خاطىء لن يغير شيئا من حقيقته الكريهة.
ومن هنا لم يحفل الاسلام بالظواهر ادا كانت ستارا لتشويه معيب او نقص شائن فما قيمة المظهر الحلو ادا كمن وراءه شيء مر.
الجمال عمل حقيقي في جوهر النفس يصقل معدنها ويدهب كدرها ويرفع خصائصها ويعصمها من مزالق الشر وينقدها من خواطر السوء ثم يبعثها في الحياة كما تنبعث النسمة اللطيفة في حرارة الصيف او الشعاع الدافىء في برد الشتاء.
وعندما تبلغ النفس هدا المستوى ترتد وساوس الشيطان عنها لانها لا تجد مستقرا فيها بل لا تجد مدخلا اليها.
ونرى المربون الاوائل من علماء الاسلام لهم جهاد هائل في قيادة النفوس الى الحق وتخليصها من غرائز السوء التي تثقل بها الى الحضيض.وقد وضعوا طرائق للرياضة النفسية تعد من ابداع الدساتير في عالم الاخلاق وهم يوصون مدمني الشهوات بملاحظة الامور الاتية وهي كفيلة بتخليص اسير الهوى من براثن الشيطان عندما يغريه بمواقعة المعصية .
1_عزيمة حر يغار لنفسه وعليها.
2_جرعة صبر يحمل نفسه على مرارتها ساعة الاغراء.
3_قوة نفس تشجعه على شرب تلك الجرعة .والشجاعة كلها صبر ساعة وخير العيش ما ادركه العبد بصبره.
4_ملاحظة حسن موقع العاقبة والشفاء بتلك الجرعة.
5ملاحظة ان ما ينشا عن الهوى من الم اشد مما يحسه المرء من لذة.
6_ايثار لذة العفة وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية.
7_التفكير في انه لم يخلق للهوى وانما هيء لامر عظيم لا يناله الا بمعصية الهوى.
8_ان يكره لنفسه ان يكون الحيوان البهيم احسن منه حالا فان الحيوان بطبعه يميز بين ما يضره وينفعه والانسان اعطي العقل لهدا المعنى.
9_ان يتفكر فيما تطالبه به نفسه من دلك ويسال عنه عقله ودينه يخبرانه بانه ليس بشيء.
10_الا يكون عبدا لهواه فان الشيطان ان راى من العبد ضعف عزيمة وسقوط همة وميلا الى الهوى طمع فيه وصرعه والجمه بلجام الهوى .